عبد الحق المودن
غريب و غير مقبول كل هذا الظلم التي باتت تعيشه مدينة الجديدة..!! المدينة التي من المفروض أن تكون جوهرة دكالة و أيقونة الجهة بحكم موقعها الجغرافي و السياحي..!! غريب كيف “يتلذذ” مسؤولوها برؤيتها عام بعد عام و هي تتحول لمجرد “عروبية” كبيرة بها بحر، “عروبية” كبيرة حتى لا نقول قرية لان للقرية مواصفاتها الجميلة..!! الجديدة المدينة السياحية التي يحح لها المئات بل الآلاف من سواح الداخل و حتى من الخارج على مدار العام تسير عكس عقارب التقدم و تبتعد يوما بعد يوم عن رائحة الحضارة..!! فوضى في كل مكان..!! شوارع كلها حفر، أتربة و غبار في حيثما كان و حيثما اتُفق باستثناء شارع الكورنيش الذي “يستعمره” بوصفير و الذي لا قانون فوق قانونه ( )..!! الملاح حيث السقاية البرتغالية المعلمة التاريخية التي يعود تاريخها لما يزيد عن الخمس مئة سنة تلك التحفة المعمارية الفريدة أول ما يستقبلك ببابها أو حتى مرورا بجانبها رائحة البول التي تزكم الأنوف..!! لا أعتقد أن ضمائر مسؤولي المدينة ماتت لدرجة لم ينتبهوا معها لكارثة تضرب معلمة تاريخية بهذا الحجم..!! معلمة و تحفة شدت يوما كبار المخرجين السينمائيين و لاتزال مصدر إلهام لكبار الفنانين التشكيليين بشهادة معارضهم داخل واحد من أبنيتها..!! فنانون لازالوا متمسكين بعبق تاريخها رغم “رائحة البول”..!!
غريب كيف لم ينتبه “كبار القوم” بالمدينة لكل الفوضى و مظاهر البداوة التي تضرب المدينة يوما تلو آخر..!! غريب كيف لم ينتبه أحد لزوار المدينة الذين أصبح يُنظر إليهم على أنهم “ضحايا” مجرد ضحايا وجب ابتزازهم و ليسوا سواح يجب احترامهم حتى لا نقول الترحيب بهم..!! ابتزاز يبدأ مع الكراء و يمر عبر “بوصفير” لينتهي عند بائعي الخدمات من ماكولات و حاجيات البحر الى آخره “ما كاين غا الدق و السكات”..!! غريب كيف يسمح مسؤولو المدينة بكل هاته الفوضى..!! لن نتكلم عن الشوارع لأن حالتها مند عرفتها “تشفي العدو” و الحفرة الواحدة فيها صالحة لإقامة عرس..!! أما المحطة الطرقية و وسخها و فوضويتها فتلك رواية أخرى..!!!
جهازان فقط هم من تشعر بوزنهم و بحضورهم بالمنطقة رجال الأمن الوطني و رجال الدرك الملكي الذين لولاهم و لولا تواجدهم و مجهوداتهم لتحولت المنطقة في غياب المسؤولين لمجرد “كولومبيا” صغيرة و لما استطاع “سائح” وضع رجله هناك..!!
باختصار الدكاليون يستحقون مسؤولين أرقى و أنقى ممن هم عليهم..!!!!