كوب27 .. الدعوة لاتخاذ إجراءات للوصول للحياد الكربوني والحد من خسائر التغيرات المناخية
التحدي المغربي – متابعة –
أجمع عدد من قادة دول ورؤساء حكومات شرق المتوسط والشرق الأوسط، على أن المبادرات الطوعية الرامية لحشد الدعم الدولي لتعزيز جهود مواجهة تغير المناخ، أصبحت إحدى أهم آليات عمل المناخ العالمي.
وطالبوا باتخاذ كل ما يلزم من إجراءات لوضع خطط عمل واقعية وقابلة للتنفيذ، لضمان تحقيق الحياد الكربوني وتقليل الانبعاثات.
وشددوا خلال قمة رؤساء مبادرة تنسيق عمل المناخ في الشرق الأوسط وشرق المتوسط ، التي عقدت، اليوم الثلاثاء، على هامش مؤتمر المناخ (كوب 27) في شرم الشيخ، على أن العديد من دول العالم تعاني من الكوارث الطبيعية كالحرائق والفيضانات، الأمر الذي يستدعي التعاون العاجل للعمل على الحد من الخسائر والأضرار ودعم عمليات الإغاثة الإنسانية.
وفي هذا الصدد، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أن منطقة الشرق الأوسط تعد من أكثر مناطق العالم تأثرا بتبعات تغير المناخ وآثاره المدمرة على كافة الأصعدة، وهو ما بات واضحا بشكل ملموس خلال السنوات القليلة الماضية التي شهدت أحداثا مناخية قاسية في المنطقة من حرائق للغابات إلي فيضانات وسيول خلفت خسائر بشرية ومادية جسيمة.
ولفت إلى أن « أهم ما يميز المبادرة، عن غيرها من المبادرات والجهود، هو المكون العلمي الذي تنطوي عليه والذي لا غنى عنه إذا كنا نسعى إلى أن تكون جهودنا لمواجهة تغير المناخ متسقة مع أفضل العلوم المتاحة بما يضعنا على الطريق الصحيح، نحو تنفيذ أهداف (اتفاق باريس) بما في ذلك هدف 1.5 درجة مئوية ».
من جهته، قال رئيس قبرص، نيكوس أناستاسيادس، إن بلاده ملتزمة بدعم العلاقات مع كافة الدول في مواجهة أزمة التغير المناخي، مشيرا إلى أن كافة الدول تعاني بالفعل من تداعيات تغير المناخ.
وشدد على ضرورة بذل المزيد من الجهد المطلوب للحد من مخاطر اندلاع حرائق الغابات و مواجهة أسباب الجفاف والفيضانات.
وسجل أن هناك تحديات كبيرة في مجال العمل المناخي ما يتطلب وضع إجراءات حتمية تلتزم بها كافة الدول والأطراف والدول خصوصا الدول الصناعية، مشيرا إلى أهمية توفير التمويل اللازم لمواجهة تداعيات التغير المناخي لدعم قطاعات الصناعة والالتزام بمعايير الحد من الانبعاثات الكربونية، مؤكدا التزام بلاده بالتعاون مع مختلف الدول للحد من التغيرات المناخية.
بدوره، أكد رئيس وزراء اليونان، كيرياكوس ميتسوتاكيس أن التغيرات المناخية تؤثر على كافة مناحي الحياة، منوها إلى أهمية التعاون في مجال الطاقة، لأنه يشكل أحد الموضوعات المهمة في إطار مجالات العمل المناخي.
وحذر من أن التغيرات المناخية التي ت سبب كوارث بيئية، تستدعي التعاون العاجل بين كافة الدول للعمل على الحد من الخسائر والأضرار بسبب التغير المناخي. ودعا ميتسوتاكيس كافة الدول والأطراف والجهات المسؤولة لتعزيز علاقات التعاون في مجال الحد من التغير المناخي بوضع الآليات الملموسة لجلب كافة الموارد اللازمة للاستجابة في حالة الطوارئ ووقوع الكوارث، مؤكدا دعم بلاده لكافة أوجه التعاون مع الدول لوضع الحلول وتذليل كافة العقبات من أجل تقليل الانبعاثات.
وفي السياق ذاته، قال الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، إن الوقت قد حان للتحرك نحو مواجهة التغيرات المناخية، وإن هناك حاجة ماسة لكافة الدول لدعم خطط العمل ووضع الحلول للبدء الفوري وتوفير التمويل اللازم لذلك.
وأضاف أن هناك حاجة ماسة لوضع الحلول للحد من الانبعاثات والاحتباس الحراري، مستعرضا بعض العوامل التي تؤثر على التغير المناخي وتداعياته مثل زيادة التعداد السكاني، والذي يؤثر بشكل مباشر على تغير المناخ.
وتابع أن العوامل الرئيسية المتصلة بالتغير المناخي تتمثل في التلوث الصناعي والذي يحدث بسبب استخدام الموارد الوطنية، وكذلك كافة ما يفعله الإنسان، بالإضافة إلى تلوث الموارد المائية.
من ناحيته، أبرز رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة، إلى أهمية المبادرات الدولية الرامية لمواجهة تداعيات وتحديات التغيرات المناخية، مؤكدا تعهد بلاده بالالتزام بالنمو الأخضر واتخاذ كافة الإجراءات والخطوات الجادة والحلول الشاملة للحد من التغيرات المناخية.
وشدد الخصاونة على ضرورة التركيز على أهمية التعاون المشترك في كافة المجالات ومن بينها التغيرات المناخية، وذلك في ظل المعاناة التي تشهدها المنطقة، مؤكدا الحاجة إلى بناء القدرات في دول العالم أجمع من أجل مواجهة تداعيات التغيرات المناخية.
وأكد رئيس وزراء الأردن ضرورة مواجهة التداعيات على البيئة والغذاء في ظل الارتفاع المستمر لأعداد السكان بما ينذر بوقوع كارثة في المستقبل، لافتا إلى أهمية العمل التعاوني والجماعي للحد من تداعيات التغيرات المناخية وكافة التحديات ذات الصلة.
أما رئيس وزراء فلسطين محمد اشتية فأكد استعداد بلاده للمشاركة في أي حلول تتوصل إليها خطط العمل الإقليمية لمواجهة التغيرات المناخية، مشيرا إلى ضرورة إحداث نقلة نوعية في سلوك الأشخاص والمجتمعات والجهات الصناعية لوقف الأعمال التي تضر البيئة.
وشدد رئيس وزراء فلسطين على ضرورة تركيز كافة الجهود التعاونية بين دول شرق المتوسط لمواجهة التغير المناخي، متابعا أنه « من المهم لكافة الأطراف أن تطمح في الحصول على بحر متوسط نظيف ».
من ناحيتها، أكدت تمار زاندبرغ وزيرة البيئة الإسرائيلية، الحاجة إلى وضع خطط عملية وواقعية لمواجهة تغير المناخ، وقالت: « لدينا الكثير من التقارير التي تؤكد مدى خطورة التغير المناخي ».
وأضافت الوزيرة الإسرائيلية « عملنا على تحسين التكيف والمقاومة عند التعامل مع موجات الحرارة، وكذلك آثار التغيرات المناخية ووضع نظام بيئي أفضل للتوازن المناخي، فهناك إجراءات جادة من جانب دولة إسرائيل يتم اتخاذها حاليا ».
وشددت على ضرورة وضع الحلول وحشد القدرات لمواجهة التغيرات المناخية التي تضرب العالم، للحد من ارتفاع درجات الحرارة، مؤكدة التزام إسرائيل بالتعاون الدولي لمواجهة التغير المناخي واتخاذ الحلول الممكنة لمواجهة التحديات البيئية.