آه كم أنت عظيم يا “نوح” وطني…
بقلم : ريضا عدام.
في مثل هذا اليوم من عام 2020، أمنت المملكة الشريفة الكليمترات الذهبية. في صبيحة ذلك اليوم التاريخي انطلقت سفينة المغرب التي ظل عاكفا على إنشائها رغم العزلة من الشرق والجنوب. إنطلقت سفينة نوح المغربي، جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، مخترقة حصارا دام أزيد من قرن و نيف. إنطلقت على بركة الله بقيادة الملك العظيم حاملة المغرب من وضع الجزيرة المعزولة الذي فرض عليه في ركن قصي من شمال إفريقية يحده البحر من الشمال و الغرب بخيرات الله التي لا تحصى و الحدود الجزائرية المغلقة من الشرق بإرادة جيران حمقى تحركهم أصابع الإستعمار و المنطقة العازلة في الجنوب التي ترسخ الذل والهوان لأبناء الجنوب من وطننا الحبيب.
تحركت الآليات في مثل هذا اليوم صارخة لا ثم لا وألف لا. لن يقبل المغرب بعد اليوم أن يبتزه القوي و الضعيف صارخا في وجه كل من يعارض مصالحه مهما كان حجمه. المملكة الشريفة تستعيد مكانتها الشرعية كقطب استراتيجي وكدولة عريقة جدورها في إفريقيا وفروعها في العاله تظلل بعروشها على العرب والمسلمين والمؤمنين. ميناء ضخم في الشمال على ضفة البحر الأبيض المتوسط الجنوبية، قطار فائق السرعة يربط طنجة بأكادير، طريق سيار من الشمال إلى الجنوب، ميناء ضخم في الجنوب على الساحل الشرقي للمحيط الأطلسي، مشروع نفق تحت البحر يربط المغرب بأوروبا، و مشروع أنبوب غاز يربط دول غرب إفريقيا و المغرب ومنه إلى القارة العجوز. سفينة نوح انطلقت محررة الطريق من أيدي مرتزقة رعاع باعوا الوطن وخانوا العهد وتخلفوا عن الركب مفضلين الغوغاء والهرطقة مقابل قنينة الخمر وحسنوات لاتينيات واسبانيات وأخر لا أصل ولا فصل لهن.
أمن الجيش الباسل طريق الكركرات وطرد الجردان تاركين خلفهم النعال. فلا أرجوزات الشرق، دمى الغرب، ولا البراغيت التي ألفت مص دماء العرب والأفارقة توقف سفينة نوح الذي يطالب بمكانته الطبيعية كقطب اقتصادي دولي يربط بين الشمال و الجنوب و الشرق و الغرب.
ففي صبيحة 13نوفمبر 2020 جاء الأمر و فار التنور و انطلقت السفينة مخترقة حصار “النعال”، ففر “بوصندالة” تاركا خلفه السراب في بقعة أقل من خمس كلمترات جعلها الرعاع أرض إبتزاز لشعوب المنطقة. و بعد تأمينها ذاك الصباح، في بضع دقائق، عاد كبيرا بين الكبار وحق له أن يضع نظارته الخاصة التي انحنى لها جل شركائه الدوليين مسلمين بمبدأ الندية.
اليوم يوم عيد. فسفينة نوح تواصل مسيرتها البناءة، تلك السفينة التي شيدها عاهل البلاد محمد السادس بخشب الأشجار التي زرعها والده المغفور له الحسن الثاني، طيب الله ثراه، على أرض أجداده التي حررها المغفور له محمد الخامس، في ملحمة تاريخية مستمرة عبر أجيال ضحت بالغالي والنفيس في سبيل إعلاء كلمة الحق وراية المملكة.
فشتان بين الأمس واليوم. الكركرات موجة كان على السفينة تخطيها لتواصل رحلتها الميمونة اتجاه الأشقاء في الجنوب وأقصى الجنوب.
ارتفعت الأصوات داعمة للعملية. فجاء الإعتراف من كبر الدول لأن المغرب في صحراءه والصحراء في مغربها. وانتهى الكلام.
فآه كم أنت عظيم يا “نوح” المغرب. فمن أين ذاك الأسد؟ إنه من عرين الأسود، نسل الأسود وأب الأسود.