ثقافة

بعد قرون من تأليفها- “أورميندو” أوبرا “مغربية” تعرض لأول مرة بالمغرب!

أورميندو#أوبرا#مغربية

بعد مرور قرابة 400 عام على تأليف أوبرا الأمير المغربي “أورميندو” في إيطاليا، تم عرضها لأول في المغرب تحت إشراف فني ألماني. وتعالج الأوبرا العريقة في نسخة حديثة موضوعات الحب والخيانة.
“أورميندو” هي أوبرا فريدة من إبداع خيال الملحن فرانشيسكو كافالي والشاعر جيوفاني فوستيني. وبدأت قصة أوبرا “أورميندو” في عام 1644 في “تياترو سان كاسيانو” بمدينة البندقية الإيطالية، الذي بُني عام 1637، ويعد أقدم دار أوبرا عامة شيدت في العالم.
تتميز “أورميندو” بأنها الأوبرا الوحيدة التي جاءت كل شخصياتها من شمال أفريقيا، وتحديدا من المغرب، وأن توظيف الشخصيات في النص، الذي كتبه فوستيني لا يحمل أية دلالات سلبية. وأورميندو هي أوبرا من اثنتين فقط تدور أحداثهما في أرض القارة الأفريقية، الأوبرا الأخرى هي أوبرا “عايدة”.
تدور أحداث أوبرا “أورميندو” – التي تجمع بين الدراما والكوميديا بعد الحرب – في “سلطنة فاس”، وهي مملكة من نسيج خيال المؤلف. وتحكي قصة سلطان وزوجته الشابة غير المخلصة له، فهي تريد نسج علاقة حب مع أميرين أحدهما الشاب “أورميندو” الذي سقطت في غرامه.
بعد انتصارهما في المعركة يجد الأمير المغربي الشاب “أورميندو” وصديقه الأمير أميدا نفسيهما في “سلطنة فاس”. لكن سرعان ما يتغير مزاجهما عندما اكتشفا أنهما وقعا في حب نفس المرأة، وهي زوجة السلطان. واقترح “أورميندو” القيام بعملية هروب ثلاثية. لكن الأميرة “إيريسب” اختارت الهروب مع “أورميندو”، وهي العملية التي باءت بالفشل بعد أن سقطا في قبضة حراس السلطان.
تسلط أوبرا الملحن فرانشيسكو كافالي والشاعر جيوفاني فوستيني الضوء على العديد من العلاقات المعقدة، كالخيانة الزوجية والحب الذي صمد أمام كل التحديات. ورغم أن نص الأوبرا كُتب قبل نحو أربعمئة سنة، إلا أن روحه لا تزال معاصرة، على حد وصف المخرج باسكوال جوردان. ويضيف المخرج أن “الأوبرا تتحدث عن الوضع بعد نهاية الحرب في البندقية. والجميع كانوا يتساءلون ماذا سيحدث الآن في حياتنا؟”
وحتى في نسختها الحديثة؛ تدور الأوبرا في أجواء الحرب لكن بديكور وعناصر محلية. وتظهر على الشاشة مدينة مدمرة، ومراسلة تلفزيونية مغربية تتجول في سترة واقية وخوذة عبر الأنقاض رفقة مصورها. وبالنسبة لإنغبورغ تسو شليسفغ هولشتاين، مصممة الأزياء، فإن ما يميز هذه الأوبرا هو أنها “الوحيدة التي تتخذ المغرب موضوعا لها وأن كل أبطالها مغاربة”.
وبدوره يقول المخرج الموسيقي توماس دي فريس إنه على الرغم من أن “أورميندو” هي “أوبرا إيطالية كلاسيكية، إلا أنه ما تزال هناك محاولات لإضفاء لمسة مغربية دقيقة عليها”. من بين اللمسات المغربية في الأوبرا اللغة الموسيقية. ويقول توماس دي فريس في هذا الصدد “لدينا عازف إيقاع مغربي سيعزف على اثنين من آلات الإيقاع”.
والآن بعد مرور ما يقرب من أربعة قرون على تأليف الأوبرا؛ تمت برمجة أول عرض لها في المغرب السنة الماضية. لكن بسبب وباء كورونا المستجد، تم تأجيل العرض إلى سبتمبر/ أيلول المنصرم (2022). وعرضت أورميندو في العاصمة الرباط بتمويل، قدم الجزء الأكبر منه معهد غوته الألماني، وتحت إشراف فني ألماني. ولقيت الأوبرا تفاعلا واستقبالًا جيدين من قبل الجمهور المغربي كبارا، لكن أيضا صغارا، كما هي حال فتاة صغيرة تبلغ من العمر أربع سنوات تريد أن تصبح مغنية أوبرا مستقبلا. أما أحد الحاضرين فيرى أنه من المثير بالنسبة له “رؤية الكثير من التصورات المتخيلة في الأوبرا والتي لا تتوافق بالضرورة مع الصورة التي يمتلكها الناس عادةً عن بلد مغربي أو شمال أفريقي أو مسلم”.
ورغم عدم برمجة عروض إضافية في المستقبل القريب للأوبرا، إلا أن التليفزيون المغربي الرسمي أظهر اهتماما بالحصول على تسجيلات لها، لذا فربما تبقى الأوبرا البالغة من العمر 400 عاما خالدة في “وطنها”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق