متابعة
اختتمت الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، مؤخرا فعاليات الأبواب المفتوحة لفائدة الجالية المغربية المقيمة بالخارج، المنظمة من طرف الشركة بمناسبة تخليد اليوم الوطني للمهاجر، باستقبال مصالحها ومرافقها وفدا من الصحافيين المغاربة المقيمين بالخارج والمهتمين بشؤون مغاربة العالم، من أجل اطلاعهم على منجزات المؤسسة ومشاريعها التقنية والتكنولوجية من أجل النهوض بجودة الخدمة الإعلامية العمومية بالمغرب.
ومن بين المصالح التي زارها ممثلون عن جمعيات مغاربة العالم ببلدان السينغال واسبانيا وفرنسا وإيطاليا ، مصالح المنشآت السمعية البصرية الأمازيغية للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة (الإذاعة الأمازيغية وقناة “تمازيغت”)..
وأشاد مغاربة العالم بالقناة ومسؤوليها والعاملين بها، عقب وقوفهم على كواليس الأعمال والمجهودات التي تبذلها الإذاعة الأمازيغية والقناة التلفزية “تمازيغت” من أجل تجسيد التزام هذا المرفق العام بالمساهمة في تثمين ونشر الثقافة واللغة الأمازيغيتين، باعتبارهما جزء لا يتجزأ من الثقافة والحضارة المغربيتين ورصيدا مشتركا لكل المغاربة.
وفي مصالح الإذاعة الأمازيغية تعرفت الفعاليات الجمعوية لمغاربة العالم على ما تحققه هذه الخدمة العمومية من إنجازات، منذ تأسيسها وتعيين الصحافي محمد مماد مديرا مركزيا، الذي راكم تجربة مهمة في القناة الثانية لسنوات كصحفي ومسؤول، قبل أن يتم تعيينه على رأس القناة الثامنة، بشكل استحسنه المتتبعون للشأن التلفزيوني المغربي، واعتبروه اختيارا منطقيا وصائبا، بالنظر إلى تكوين الرجل ومساره الصحافي والإداري، فضلا عن خلفيته الأمازيغية وانخراطه الدائم في كل النقاشات والاستحقاقات التي تهم الثقافة والإعلام الأمازيغي..
واستطاعت القناة منذ تأسيسها تحقيق إنجازات تجسدت في حصد أزيد من 25 جائزة في مختلف الأجناس الصحافية ما منحها في وقت قياسي وضعا مهما يمكن أن يشكل النموذج فيما يخص القنوات الناطقة باللغة الأمازيغية في الفضاء الوطني والإقليمي..
وبتتبع مسار القناة الأمازيغية منذ إحداثها سنة 2010 وصولا إلى يومنا هذا، مرورا بمنجزاتها وخطها التحريري مقارنة بدفاتر تحمّلاتها، ثمة إجماع على أن”الثامنة” تكاد تكون الوحيدة التي تحترم التنوع الموجود بالمغرب، حيث تلتزم بأمانة بحضور نسبة اللغة العربية المقررة في دفتر تحملاتها..
وغير بعيد عن أدوار إعلامية غير مسبوقة لعبتها القناة في الإعلام الوطني، بحضورها القوي في تغطية كل المحطات السياسية والاجتماعية وكذا تغطيتها لعدد من الأحداث المغاربية والعربية والدولية، نجحت الثامنة في مراكمة أرشيف يتوفر على 180فيلما ناطقا بالامازيغية بروافدها الثلاثة، كما انتجت 36 مسلسلا دراميا و6 سيتكومات، وما يقارب 300 برنامجا وثائقيا، إلى حدود سنة 2020 فقط.
وعزا مصدر هذه النتائج المهمة لعدة معطيات أساسية، أهمها وضع رئاسة الشركة استراتيجية تروم إدماج الفعل الإعلامي الأمازيغية داحل منظومة الإعلام العمومي بشكل متكامل،بما يشمل تخصيص كل الوسائل التكنولوجية والبشرية، كما يمكن القول بكل تجرد، أن اختيار الرئاسة لمدير مركزي للأمازيغية(محمد مماد)، جمع بين المسار الإعلامي والإداري الطويل، سهل عملية تطوير وانخراط القناة الجديدة في دينامية تحول الإعلام العمومي، باستثمار اجتهاد وتضحيات الموارد البشرية الصحفية والتقنية، هذا فضلا دخول القناة في تشاركية مع القطاع الخاص،وفق مبدأي الحكامة والجودة، مكن من خلق سوق إنتاجية وصناعة درامية ناطقة بالأمازيغية قادرة على التنافس في الفضاء السمعي البصري الإقليمي،وهو الأمر الذي يشكل أساسا متينا يجب أن يؤسس عليه لتطوير وتقوية أداء القناة مستقبلا، سيما حينما يطرح مشروع هيكلة القطب العمومي للأجرأة.
المصدر:الأحداث المغربية