التحدي المغربي/أمينة المرجاوي
بدأت، مساء أمس الخميس بمسرح محمد الخامس بالرباط، فعاليات الدورة الرابعة عشرة للمهرجان الدولي سماع الرباط، الذي تنظمه جمعية الأصالة لفني للأمداح النبوية و موسيقى الآلة، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وتتسم هذه الدورة من المهرجان، الذي تنظم بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل تحت شعار “تراثنا، مرآة حضارتنا”، بمشاركة فرقة الإنشاد والمديح من ماليزيا ومجموعة النجاح للإنشاد والموسيقى الروحية من تونس كضيفي شرف، بالإضافة إلى باقة من المجموعات المغربية الرائدة في فنون الآلة و الملحون و الطرب الغرناطي.
و عرفت افتتاحية الأمسية للمهرجان، توافد جمهور غفير وحضور متميز لعدد من الشخصيات الثقافية، كما تم تكريم عميد موسيقى الآلة، الحاج محمد الزاكي.
تمتع الحضور بوصلتين طربيتين من أداء مجموعة الأصالة للأمداح النبوية، رفقة نخبة من منشدي المملكة وكورال مشارق الأنوار، وطائفة الحمد الرباطية للتراث العيساوي الأصيل.
و صرح رئيس جمعية الأصالة للأمداح النبوية وموسيقى الآلة، محسن نورش، في كلمة افتتاحية، “إن تنظيم هذه الدورة يأتي في سياق العناية بالهوية المغربية من خلال الاحتفاء بإحدى أهم مكوناتها الثقافية والفنية والروحية”، موضحا أن “هذا الحدث يتماشى مع الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الرامية إلى تثمين التراث الحضاري المغربي ودعمه في إطار الصحوة التنموية الشاملة التي يشهدها المغرب”.
و تابع نورش أن “المهرجان يعكس الاستراتيجية العامة للمملكة في تنمية المجالات الدينية والثقافية، ودعم قيم وثوابت البلاد التي تقوم على الوحدة والوسطية السمحاء”.
و أكد، في هذا السياق، على أن “التراث باعتباره مكونا ثقافيا وروحيا متفاعلا مع المجتمع، و واحدا من التعبيرات الجمالية عن مختلف القيم الإنسانية، يشكل جزءا لا يتجزأ من هذه الهوية المغربية الراسخة التي نهدف لتثمينها من خلال فعاليات هذا المهرجان”.
ويشكل المهرجان الدولي “سماع الرباط”، الذي تتواصل فعالياته إلى غاية 19 أكتوبر الجاري بكل من مسرح محمد الخامس وقاعة علال الفاسي، فرصة متجددة لتعزيز الفنون التراثية الدينية مثل المديح والسماع وموسيقى الآلة وطرب الملحون والذكر العيساوي.
كما يسعى إلى تقييم المواد المتعلقة بهذه الألوان الفنية ورصد التطورات والعمل على تصحيح العيوب التي قد تشوب بعض النصوص المتداولة، سواء على مستوى التلحين أو متن القصائد.
وتعمل جمعية الأصالة للأمداح النبوية وموسيقى الآلة، التي شاركت في العديد من الفعاليات والمهرجانات الوطنية والدولية، على المحافظة على التراث الأصيل بشكل عام، مع التركيز بشكل خاص على فنون المديح والسماع وموسيقى الآلة.