عيد الشباب: دعم المبادرات الشبابية حجر الزاوية لبناء اقتصاد الغد
يعيد عيد الشباب الذي يحتفي به المغرب يوم 21 غشت من كل عام، أهمية دور الطاقات الشابة كعنصر محوري في بناء مستقبل الوطن، باعتبارها مناسبة للتأكيد على ضرورة دعم هذه الطاقات وتحفيزها، لا سيما حاملي الأفكار والمشاريع الطموحة، التي ستشكل لا محالة رافعة لاقتصاد المملكة.
يمثل هذا اليوم تجسيداً للالتزام الراسخ للمغرب بتعزيز مكانة الشباب وجعلهم في قلب عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، إذ حرصت الحكومة، في السنوات القليلة الماضية، على إطلاق مبادرات استهدفت دعم المشاريع الشابة والأفكار المبتكرة، بهدف خلق بيئة ملائمة للاستثمار على المستويين الجهوي والوطني، شملت دعم إنشاء المقاولات الصغرى وتعزيز التنمية الاقتصادية بإشراك الطاقات الشابة.
في هذا الإطار، أوضح يوسف كراوي الفيلالي، الخبير الاقتصادي ورئيس المركز المغربي للحكامة والتسيير، أن التمكين الاقتصادي والاجتماعي للشباب المغربي يكمن في إجراءات فعالة تخص خلق مناصب الشغل ودعم المبادرات المقاولاتية وريادة الأعمال وتشجيع المقاولات الناشئة سواء من ناحية التكوين أو المواكبة التقنية أو التمويل.
وعدد الكراوي، في تصريح لمنارة، المبادرات التي أطلقتها الحكومة لهذا الغرض في السنوات القليلة الماضية، على رأسها برنامج « أوراش » الذي فتح آفاق التشغيل أمام الشباب المغاربة العاطلين عن العمل، منذ إطلاقه شهر يناير 2022 المنصرم، وبرنامج « فرصة » الذي أطلقته الحكومة أخذا بعين الاعتبار الصعوبات التي يواجهها الشباب في الوصول إلى مصادر التمويل والعراقيل التي تواجهها المقاولات الصغيرة جدا، خاصة مع آثار أزمة كوفيد 19 على الاقتصاد الوطني، إضافة إلى برنامج « انطلاقة » لدعم وتمويل المقاولات الصغرى وحاملي المشاريع وغيرها.
وأكد الخبير الاقتصادي أن بعض هذه المبادرات ظلت محتشمة ولم تلامس أفق تطلعات المستفيدين، موضحا أن « توجه برنامج « أوراش » على سبيل المثال هو التشغيل غير القار وغير المستدام، وهو عبارة عن مبادرات محلية محدودة زمنيا، أما برنامج « فرصة » فلم يواكب هو الآخر تحقيق أهدافه، بعدما جهز عدد من الراغبين في الاستفادة من تمويل مشاريعهم ملفاتهم، بهدف الحصول على دعم لتغطية الالتزامات والتعهدات المالية المتعلقة بالسومة الكرائية وتجهيز المحلات، حصل بعضهم على التكوين والمواكبة لكنهم في النهاية لم يحصلوا على التمويل بفعل ضعف لغلاف المالي المخصص للعملية ».
وأضاف المصدر على خلاف ما سبق، أن برنامج « انطلاقة » لدعم وتمويل المقاولات، الذي استفاد منه المواطنون في مرحلة ما بعد الحجر الصحي، والتي كانت فترة صعبة ماديا، كان أجدر بالاستمرار، عوض إطلاق برنامج فرصة الذي كان محدودا في المبلغ ولم يمكن الشباب من الاستفادة من التمويل.
وخلص الكراوي إلى أن هذه الأعطاب تحول في النهاية دون تمكين الشباب اقتصاديا واجتماعيا، فتوفير العمل القار وتمويل المقاولات ومواكبة المشاريع هي الإجراءات الفعالة للحديث عن شباب مغربي مندمج اقتصاديا.